الاثنين، 3 أغسطس 2009

خشــونة المفاصل

خشــونة المفاصل

وتسمى أيضا الفصال العظمي( Osteoarthritis) أو مرض المفصل التنكسي وعرف بأنه اضطراب في الغضروف المفصلي يتطور خلال عقود. وهو أكثر أنواع الروماتيزم شيوعاً لأنه يندر أن يخلو من الإصابة به شخص ممن تجاوز مرحلة منتصف العمر ويصبح مزمناً شائعاً في العقد السادس إلى العقد التاسع وخاصة البدينين والذي تظهر أعراضه عليهم بشكل مبكر نتيجة لما تحمله مفاصلهم من ثقل. وتقول إحدى الدراسات أن 97% من الذين تجاوزوا الستين من العمر مصابون بخشونة المفاصل الى درجة يمكن معها رؤية آثار هذا فيما لو التقطت لمفاصلهم صور بأشعة إكس ولكن لحسن الحظ توجد نسبة قليلة من بين هؤلاء تبلغ درجة إصابتهم من الشدة حدا يلاحظون معه أنهم مصابون بهذا المرض. ويوجد أكثر من 16 مليون أمريكي بين سن 25-74 سنة مصاب.

*نتساءل كيف تتحرك هذه المفاصل..؟

إن نهايات العظام في الإنسان تكون مغلفة بغضروف له تركيب خاص ناعم مطاطي وهذا الغضروف يلعب دور المخدة المرنة ولكن هذه المخدة تتطلب وجود مادة تساعد على الإنزلاق لتسيل الحركة بين عظمة وأخرى. ومن المعلوم أن الغضروف المفصلي له وظيفتين داخل المفصل وكلتاهما ميكانيكية الأولى أنه يوفر سطحا أملسا بحيث ينزلق أحد العظمين بدون أي جهد على الآخر والثانية أنه يمنع تركيز القوة بحيث لا تتحطم العظام عند تطبيق الحمل على المفصل.

ويتطور المرض باحدى الحالتين:
(1)تكون الخواص الحيوية للغضروف والعظم طبيعية لكن الحمل المطبق على الفصل يكون زائدا. أو أن يكون هذا الحمل معقولا لكن الخواص الحيوية للغضروف والعظم غير قادرة على حمله تنقسم خشونة المفاصل إلى قسمين أحدهما أولي وهو غير معروف السبب وتلعب الوراثة دوراً هاماً في ظهوره وتصاب عادة المفاصل الطرفية لليدين وقد تظهر عقد بارزة من في مفاصل أصابع اليدين عند السلاميات الأخيرة وتدعى بعقد هيبردن.

(2)القسم الثاني يدعى ثانوي وليس له سبب وراثي ولكن له عدة أسباب أذكر منها:
تعرض المفصل للمرض أو زيادة الوزن أو حدوث كسر سابق بالمفصل إن حمل التأثير المتكرر يؤدي إلى قصور المفصل وهو ما يعتبر مسئولا عن الإنتشار الكبير للمرض في مواضع معينة مثل الكتف والمرفق عند قاذف كرة القاعدة والمعروفة بالبيسبول ومفاصل اليد عند الملاكمين والركبة عند لاعبي كرة السلة وعند الذين يتطلب عملهم ثني الركبة. ويعتبر أكثر عند الرجال ويشكل خشونة المفاصل السبب المؤدي الى العجز في الدول المتطورة.
هناك حوالي 100000 شخص في الولايات المتحدة غير قادرين على السير وحدهم من السرير الى الحمام بسبب هذا المرض في الركبة أو الورك. إن تقدم السن والاستخدام المتكرر للمفصل والبدانة من عوامل الخطر لهذا المرض. ففي أكثر الأحيان يكون نتيجة لضعف العضلات الناتج عن قلة التمارين الرياضية أو لكثرة الاستعمال أو للعادات السيئة كمثل الانحناء عند المشي. ونجد في الواقع أن أكثر المشاكل المرتبطة بهذا المرض قد يكون مردها الى ظروف الكسل التي نحياها, فكم من الناس يفضلون عدم السير إن استطاعوا استعمال وسيلة نقل رغم قرب المكان المطلوب في أكثر الأحيان.
ومن العوامل الأخرى نوع الأحذية وخصوصا لدى الإناث. فالمزج بين سوء تصميم الأحذية المستعملة وبين الوزن المفرط يخلق عدم توازن واختلال توزيع للثقل وهذا ما يسبب حدوث تغييرات في مفصل الركبة. وبالنسبة لشدة المرض نفسه فإن الأعراض مثل الألم يزداد بالجهد ويقل بالراحة. تكون أكثر شدة عند النساء منها عند الرجال. تلعب الوراثة دورا في الإصابة بخشونة المفاصل حيث لوحظ أن أخت المرأة المصابة بهذا المرض يبلغ الإحتمال عندها ثلاثة أضعاف مما هو عليه الحال عند والدة وأخت المرأة غير المصابة. ولا ننسى دور العوامل النفسية والاجتماعية في إنقاص الألم المفصلي إن هناك تلازما بين البدانة وخشونة الركبة فقد وجد عند البدينين أن الخطر النسبي لحدوث خشونة الركبة في
السنوات التالية يزداد بمعدل الضعفين عند الرجال وأكثر من ثلاثة أضعاف عند النساء. مما يشير الى أن زيادة الوزن هي أكثر العوامل مصادفة في خشونة الركبة حيث تؤدي زيادة الوزن للتأثير على الركبة بينما لا تؤثر على الورك أو عنق القدم وأما العوامل المحفزة الأخرى فهي: كسر سابق أدى الى عدم انتظام السطوح المفصلية واحتكاك مستمر بالغضروف. أو مرض سابق أدى الى تأذي السطوح المفصلية (خاصة الروماتويد) أو عدم توازى محور الفخذ والساق بشكل طبيعي كما في الساق المقوسة (Bowleg) أو ما يسمى بالركبة الروحاء (Genu Varum).
إن الألم المفصلي في هذا المرض هو ألم عميق فى المفصل المصاب ويزداد هذا الألم شدة مع استعمال المفصل ولكنه مع تطور المرض قد يصبح دائما. وقد يسمع أو يشعر المريض بصوت طقطقة في مفصل الركبة عند تحريكه. وفي حالة *إصابة المفاصل الموجودة في العمود الفقري وخاصة مفاصل الرقبة والمفاصل القطنية يحدث تآكل في الغضاريف فيحدث ضيق بين الفقرات وبالتالي يتم إنضغاط الأعصاب الخارجة من النخاع الشوكي أو الداخلة إليه مما تؤدي إلى آلاما تنتشر على طول الأماكن المغذاة بهذه الأعصاب مع تنميل وحرقان في الأطراف خاصة عند الإستيقاظ من النوم. وقد يحدث التيبس في المفصل المصاب عند الاستيقاظ أو بعد فترة من الخمول (بعد الجلوس لفترة طويلة أو بعد قيادة السيارة) ولكنه لا يستمر أكثر من 20 دقيقة عادة. وقد تظهر الآم عرق النسا في منطقة أسفل الظهر وخلف الفخذ والساق والقدمين نتيجة لإنضغاط العصب الوركي وقد تظهر عقد في مفاصل أصابع اليدين عند السلاميات الأخيرة وتدعى بعقد هيبردن أو قد تظهر في المفاصل الدانية بين السلاميات وتسمى بعقد بوشارد. وعلى عكس الروماتويد والذئبة الحمراء فإن التظاهرات الجهازية لا تعتبر من مظاهر خشونة المفاصل يتم تشخيص هذا المرض بالموجودات السريرية والشعاعية ولا توجد علاقة طردية بين شدة التغيرات الشعاعية وشدة الأعراض. ولا توجد تحاليل مخبرية تشخص خشونة المفاصل ولكنها مهمة في معرفة سبب النوع الثانوي لهذا المرض.
يجب على البدينين المصابين بهذا المرض أن يخففوا من وزنهم حيث ثبت أن تخفيف الوزن ينقص خطر أعراض الركبة عند البدينات في حال وجود الأدلة الشعاعية على خشونة الركبة. كذلك يجب على المصابين بهذا المرض أن يتجنبوا الوقوف المديد. وتكون المعالجة المحافظة باستخدام المسكنات البسيطة ناجحة عادة في إزالة الأعراض رغم أن من البديهي أن التبدلات العضوية داخل المفصل غير قابلة للتراجع وهي دائمة وعلى كل حال فان إعادة أنسجة الغضاريف لأصلها أمر غير ممكن. إن عدم استعمال المفصل المصاب بسبب الألم يؤدي الى الضمور العضلي لذلك فإن أفضل الطرق للمعالجة هى بأن تجرى تمارين فعالة لتقوية العضلة مربعة الرؤوس الضامرة, إذ تعتمد الركبة في ثباتها على العضلة مربعة الرؤوس وإذا أمكن الوصول الى تقوية هذه العضلة بشكل كبير فغالبا ما تزول الأعراض رغم وجود تبدلات تشريحية مرضية شديدة في المفصل. كما يمكن للمعالجة الحرارية الموضعية أن تخفف الألم والتيبس. ويعتبر استخدام الدش الحراري أو الاستحمام من أقل الطرق كلفة وأكثرها ملاءمة لتخفيف الأعراض. أحيانا يمكن استخدام الجليد بدل الحرارة لتسكين الآلام إن الأدوية المضادة للإلتهاب الغير الستيرويدية(NASIDs)غالبا ما تخفف الألم وتحسن الحركة.
ولكن نظراً للتأثيرات الجانبية لهذه الأدوية المتوفرة حالياً في الأسواق لعلاج الروماتيزم وخاصة على الجهاز الهضمي فقد طور العلماء مركبات دوائية جديدة على درجة عالية من الكفاءة كالأدوية الغير الستيرويدية الفعالة المعروفة في تسكينها للآلام وفعلها المضاد للالتهاب ولكن تتميز عليها بخلوها من المضاعفات الجانبية. واستعمال هذه الأدوية أدى إلى تحسن نسبة كبيرة من المرضى من ناحية اختفاء التورم وانخفاض عدد الأجزاء المصابة.ويقال عن وجود دواء فرنسي مصنوع من ثمرة الأفوكادو و زيت الصويا يعمل على التركيب الداخلي لأنسجة الغضاريف نفسها ويساعد على إصلاحها وبالتالي تتباطأ أو تتوقف عملية التآكل عند هذا الحد ويعطى لمدة ثلاثة أشهر في السنة. وأيضا فإنه يوجد حاليا في الأسواق مواد هلامية تعطى على شكل إبر في الركبة قد تساعد في التخفيف من الآلام في الحالات الخفيفة أو المتوسطة من خشونة المفاصل ولكن في الحالات السيئة مع ألم شديد فيمكن التفكير بالمداخلة الجراحية.
(هشـاشة العظام)

هشاشة أو تخلخل العظام هي حالة مرضية تصيب الإنسان مما يجعل العظام ضعيفة وقابلة للكسر بسهولة. تتميز بحدوث مسامية غير طبيعية في العظام أو رقتها نتيجة عدم إنتاج مقدار كاف من بروتين العظام الذي تترسب فيه أملاح الكالسيوم فتكسب العظام صلابة وقوة. وبمعنى آخر يحدث نقص معمم في كتلة العظم نسبة لوحدة الحجم. أي أنه داء يصيب الإنسان كلما تقدم به العمر وخاصة عند النساء وإن أسباب هذا النقص المرتبط بالعمر غير معروفة على الرغم من تمييز عوامل متعددة. وعموما فان عظام النساء والرجال البيض (خاصة قليلي الوزن من سكان شمال أوربا وشرق آسيا) يملكوا خطورة أكبر من السود بالنسبة لتخلخل العظام وكسور الورك وقد يعزى ذلك إلى المحتوى العظمي المعدني الأعلى في السود. وتفقد المرأة خلال حياتها السوية حوالي نصف كتلة عظمها بينما يفقد الرجل حوالي ربع كتلة عظمه عما كان عليه في سن الشباب.
*ليونة العظــام(Complaisance of bones)
*ما المقصود بليونة العظام؟
هشاشة العظام

هي عبارة عن نقص في كتلة العظم ناتجة عن حدوث مسامية في العظم.....
ولكن في تلين العظام فإن تمعدن العظم لا يجاري تشكل العظم و بالتالي يصبح العظم ضعيفا (تلين العظام يعني العظم الطري) وهو مرض عظمي إستقلابي ينتج عنه نقص في تكلس العظام مما يجعلها طرية وغير صلبة، ويصيب الكبار والصغار وقد يصاحبه ضعف في العضلات، وعندما يصيب الأطفال يعرف بالكساح. و هناك نقص الهرمونات و يتميز بعدم كفاية التكلس العظمي والذي يعتمد على نسبة الوارد من الكالسيوم والفوسفور وربما على عدد من مستقلبات الفيتامين د.
ما هي العوامل المساعدة على ظهور هشاشة العظام؟

هناك عدة أسباب لحدوثه أذكر منها: عدم الحركة لفترة طويلة والوقوف المستمر أكثر من 4 ساعات في اليوم, وكثرة الجلوس تنقص القوى الميكانيكية المبذولة على الهيكل العظمي وتزيد من سرعة الفقد العظمي, عدم التعرض للشمس, الوراثة, انقطاع الطمث المبكر نتيجة لنقص إفراز هرمون الإستروجين, التدخين, الكحول حيث أنه يؤدي إلى نقص في المغنزيوم والكالسيوم وفيتامين د والبروتين, القهوة والشاي أيضا فقد وجد أن تناول فنجانين من القهوة يوميا أو أكثر يعتبر من العوامل المؤهبة لحدوث هشاشة العظام وبالتالي تزيد من خطورة الكسر الفخذي. التغير الملحوظ في نوعية الغذاء والتي أصبحت إلى حد كبير مشابهة لما عليه في الدول الغربية من انتشار للأكلات السريعة والمشروبات الغازية والحلويات والشوكالاتات. إن الوارد الحمضي الزائد خاصة بعد تناول أغذية غنية بالبروتين يمكن أن يساهم في انحلال العظم في محاولة للتخفيف من الحمض الزائد وكذلك يمكن للحمض الزائد أن يزيد من كاسرات العظم بصورة مباشرة. وهناك عوامل أخرى تساعد على الهشاشة مثل استئصال المعدة, بعض الأورام, الاضطراب الهرموني عند الرجال ونقص الغدة النخامية, نقص الوزن, السكر, ويبعض الأمراض الروماتيزمية مثل الروماتويد. كذلك فإن بعض الأدوية مثل الكورتيزون و مضادات الصرع والهيبارين (مضاد للتخثر) وهرمون الغدة الدرقية واستعمال مضادات الحموضة وخاصة عند المصابين بقصور الكلى قد يساعد على هشاشة العظام.

ليست هناك تعليقات: